أخبار عالميةأخبار مصراخبار عربية وعالميةالثقافةتوك شوحصرى لــ"العالم الحر"

فيلم الطفيلى .. الحدث الفنى الأكثر أهميه هذا العام الناقدة الفنية , ماجدة خيرالله

اثار الفيلم الكورى الجنوبى إهتمام واعجاب النقاد ولجنة تحكيم المهرجان

احجز مساحتك الاعلانية

منذ عرضه الاول فى مهرجان “كان” السينمائى الدولى ،الذى اقيم فى مايو الماضى،وفيلم “الطفيلى” Parasite،يحقق نجاحا يتلوه نجاح،اثار الفيلم الكورى الجنوبى،إهتمام واعجاب النقاد ولجنه تحكيم المهرجان،وراهن الجميع على استحقاقه للسعفه الذهبيه،وقد نالها فعلا، وإستطاع  المخرج “جون –هو بونج” أن يتفوق بفيلمه المميز على مخرجين كبار لهم تاريخ طويل من النجاح والثقل الفنى،وقد عرض الفيلم مؤخرا فى مهرجان الجونه السينمائى،وشهد اقبالا ضخما من جمهور المهرجان،وينتظر ان يحتل فيلم طفيلى مكانه مميزه فى قائمه الترشيحات لأوسكار افضل فيلم غير ناطق بالانجليزيه.سيناريو الفيلم كتبه المخرج ،ويقدم بذكاء حكايه تبدو طريفه وتتمتع بروح ساخره من حال اسره فقيره مكونه من اربعه أشخاص،الاب والام وابنه شابه وأبن شاب،كل منهم لايجد عملا يساعد الاسره على البقاء،ورغم شده الفقر الذى يضع الاسره بكاملها تحت الارض حرفيا فى شقه تفوح منها رائحه العطن،ويتابع سكانها السكارى من اهل الحى وهم يبولون على سكان المنزل الذين لايجدون طريقه لتجنب ذلك سوى القبول ومحاولة التعايش مع هذه الظروف الغير آدميه،ورغم هذه الحياه الكئيبه إلا أن افراد الاسره ليس لديهم رفاهيه الاستسلام او التباكى على حالهم،الذى يشبه حال آلاف الاسر،ويطرأ حدثا بسيطا تستفيد منه الاسره أقصى استفاده،وتشحذ همه افرادها ،ودهاءهم ليحققوا مكسبا من كره الحظ التى سقطت فى ملعبهم،حيث يترك شاب مثقف عمله لدى اسره شديده الثراء،ويخبر ابن تلك العائله بأنه يمكن ان يتقدم للعمل كمدرس لغه لابنة العائله الثريه،هذا أذا كان يحمل شهاده تؤكد استحقاقه للوظيفه،ويتفتق ذهن افراد الاسره،لتزوير شهاده دراسيه مصحوبه بشهاده خبره ايضا،ويتقدم للاسره شديده الثراء ،وبمجرد ان يضع قدمه فى هذا  القصر الفاخر،وقد عقد العزم على احتلاله مع اسرته،وتبدأ رحله،تمكين كل فرد فى الاسره الفقيره،ليحتل موقعا فى القصر الفاخر دون ان يبدو ان لاى منهم علاقه بالاخر،وبخطه بالغه الذكاء يتم تدبير مكائد للتخلص من سائق رجل الاعمال الثرى،ليحل محله أب الاسره الفقيره ،وهذا مايحدث مع مديره المنزل التى قضت سنوات طويله من عمرها فى خدمه العائله الثريه،فإذا بها تفقد عملها نتيجه مكيده بسيطه،وتتمكن الابنه الصغرى من العمل فى رعايه ابن العائله الثريه يعانى من بعض المشاكل الذهنيه،وهكذا يحدث احتلال تام وسيطره على مفاصل العمل بقصر رجل الاعمال الثرى،ولكن الامور لاتسير بهذا اليسر،فبعد احداث تبدو كوميديه ،ينقلب الحال ويبدأ الصراع الضارى،ليس بين الاسره الثريه والاخرى الفقيره ولكن بين الفقراء بعضهم وبعض،وهذا الذى منح الفيلم عمقه وقيمته الفنيه والفكريه،فتعود الخادمه التى قضت عمرها فى خدمة الساده الاثرياء محاوله ان تستعيد مكانتها،ومكاسبها التى حرمت منها بظهور هؤلاء الفقراء الأوغاد،ويتحول الصراع الى مواجهه شديده العنف والقسوه تنتهى بدمار كامل لعدة اطراف،وبالطبع تنال الاسره الثريه نصيبها من الدمار نتيجه صراع الفقراء والمهمشين،بدلا من تكاتف هؤلاء للخروج من ازمتهم المزمنه مع الفقر المدقع فإنهم يتقاتلون فتذهب ريحهم ويؤدى الصراع حتما الى تصدع حياه هؤلاءوهؤلاء،فى رأى ان الفيلم لايدين طبقه الاثرياء بقدر ادانته لجشع الفقراء ونهشهم لحم بعضهم،الفيلم تحفه فنيه لعب فيه التصوير واختيار الالوان الرماديه داخل القصر،للتدليل على بروده وجفاف المشاعر ورتابه الحياه ،التى لاتضيف اى نوع من البهجه على حياة أسره رجل الأعمال الثرى،وقد نجح المخرج بذكاء ومكر ان يسحب المشاهد من حاله الكوميديا الساخره ليجد قدميه وقد غرست فى دوامات من الرمال المتحركه،بحيث يجد نفسه طرفاً فى الصراع وليس مجرد مشاهد !

 

 

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى